الأمراض القلبية والدهون

تعتبر الأمراض القلبية من أهم مسببات  الوفيات التي يمكن تفاديها. كما أنها من أهم أسباب تدهور القدرات البدنية و الإنتاجية عند البالغين إضافة للعبء المالي الضخم الذي يتحمله المريض و مؤسسات الرعاية الصحية العامة.

يعد إرتفاع معدلات الدهون كالكوليستيرول و الدهون ثلاثية الجليسريد في الدم من العوامل الرئيسة التي تزيد من فرص الإصابة بتصلب الشرايين و الذي قد يؤدي إلى إلى إنسداد الشريان التاجي أو الذبحة الصدرية و الذي يعتبر من أكثر أسباب الوفاة الناجمة عن الأمراض القلبية، بلإضافة إلى خطر الإصابة بالجلطة الدماغية. 

لذا، يعد الكشف عن اختلالات الدهون في الدم و التعامل معها أمراً أساسيا في تجنب خطر إنسداد الشرايين و تخفيف الإنسداد إن وجد و بالتالي تجنب أو التقليل من مخاطر الإصابة بالذبحة الصدرية حيث أن ارتفاع مستوى الدهون و الإنسداد الجزئي للشرايين يكون بلا أعراض. مؤخرا أثبتت دراسة طبية أمريكية أن قياس معدلات الدهون في الدم يمكّن من التعرف على الذين يعتبرون مؤهلين لتناول خافضات الكوليستيرول كإجراء وقائي علاجي.

هذه الدراسة تنصح، أو تنصح بشدة (بناءاً على عوامل مثل العمر و الجنس و عوامل خطورة أخرى للإصابة بأمراض القلب) بإجراء فحوص مسحية  لتحديد مستويات الكوليستيرول  و الكوليستيرول عالي الكثافة. كما و توصي الدراسة بإجراء فحوصات لتحديد مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة و الدهون ثلاثية الجليسريد إضافة إلى الكوليستيرول  و الكوليستيرول عالي الكثافة عند الأفراد  الذين يثبت وجود اختلالات الدهون بدمهم.

في دراسة طبية أمريكية أخرى أجراها مركز مراقبة الأمراض (CDC)، يوصي الباحثون بقياس مستويات الكوليسترول و الدهون ثلاثية الجليسريد إضافة إلى الكوليستيرول منخفض الكثافة لمن تجاوز العشرين من العمر. بالعموم، تقترح هذه الدراسة ما يلي:

• مستوى كوليستيرول يقل عن 200 ملغم / ديسي ليتر

• مستوى كوليستيرول عالي الكثافة أعلى من 60 ملغم / ديسي ليتر

• مستوى كوليستيرول منخفض الكثافة أقل من 100 ملغم / ديسي ليتر

• مستوى دهون ثلاثية الجليسريد أقل من 100 ملغم / ديسي ليتر.

و تركز آلية العلاج على خفض مستويات الكوليستيرول منخفض الكثافة  ليكون:

• أقل من 100 ملغم / ديسي ليتر عند الأفراد المصنفين على خطورة عالية

• أقل من من 130 ملغم / ديسي ليتر لمن لديهم خطورة متوسطة

• أقل من 160 ملغم / ديسي ليتر لمن اديهم خطورة قليلة

ما هو الكوليسترول وكيف يساهم في امراض القلب

بالرغم من سمعته السيئة و كونه من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالأمراض القلبية، إلا أنه مادة مفيدة و ضرورية للجسم و الحياة الصحية إذا ما بقي ضمن المعدلات الطبيعية. و عادة ينتج الجسم نسبة كبيرة من الكوليستيرول المتواجد في الدم في حين تسهم الحمية و الأغذية الغنية بالدهون بنسبة أقل

ينقسم الكوليستسرول بشكل رئيس إلى قسمين هما عالي الكثافة أو ما يتعارف على أنه الكوليستيرول الحميد و منخفض الكثافة أو الكوليستيرول السيء

يوصف الكوليستيرول منخفض الكثافة بالسيء لأنه النوع من الدهون التي تلتصق بالجدران الداخلية للأوعية الدموية مشكلة ما يشبه السدادة التي تلتقط المزيد من جزيئات الكوليستيرول و عوامل تخثر الدم و مركبات أخرى  لتسبب عندها انسداداً كاملاً للشريان. الخطر الأكبر عندما يكون الإنسداد في شرايين تغذية القلب كالشريان التاجي أو شرايين المخ

أما الكوليستيرول عالي الكثافة، فإن له دوراً معاكساً حيث يقوم بالتقاط الكوليستيرول منخفض الكثافة من مجرى الدم و المترسب على جدران الأوعية الدموية لينتهي بها المطاف في الكبد لمعالجتها و التخلص منها. لذا، فإن ارتفاع النسبة المئوية  للكوليستيرول عالي الكثافة قياساً بمنخفض الكثافة يعد أمراً مرغوباً فيه

الدهون ثلاثية الجليسيريد

هي نوع من الدهون ينتجه الجسم من السعرات الحرارية الزائدة عن الحاجة و يتم تخزينها في الأنسجة الدهنية. عند الحاجة و بين الوجبات يقوم الجسم بإعادتها إلى الدم ليستخدمها كمصدر للطاقة

عندما يتناول الإنسان كمية طعام تفوق حاجته أو عندما يتناول أطعمة سريعة و سهلة الهضم كالكاربوهيدرات و الدهون، فإنه يصبح معرضاً لارتفاع مستوى الدهون ثلاثية الجليسيريد. بالإضافة إلى عادات الأكل غير الصحية، هنالك أمراض تؤدي إلى إرتفاع مستوى الدهون ثلاثية الجليسيريد في الدم كمرض السكري مثلاً أو قد يكون ناتجاً عن خلل وراثي

غالبا ما تترافق مستويات الدهون ثلاثية الجليسيريد المرتفعة مع مستويات مرتفعة من الكوليستيرول منخفض الكثافة و مع أمراض ارتفاع ضغط الدم و السمنة.

كيفية المحافظة على مستوىً صحي من الدهون في الدم

• النظام الغذائي الصحي و تجنب الأطعمة الدسمة و السريعة الجاهزة

• التمرين و ممارسة الرياضة حيث يوصي الخبراء بالتمرين لمدة ساعتين اسبوعياً على الأقل. التمرين يساعد على خفض الكوليستيرول و ارتفاع نسبة الكوليستيرول عالي الكثافة الحميد

• المحافظة على وزن صحي حيث ان السمنة تساهم في زيادة مستويات الدهون في الدم

• عدم التدخين

• عدم تناول الكحول

•في بعض الحالات المرضية يكون لزاماً تناول العقاقير الخافضة للدهون و التي يجب أن يصفها الطبيب حيث تختلف آليات عمل هذه الأدوية و جرعاتها و الطبيب هو من يستطيع أن يقرر للمريض العلاج المناسب له