يُعرف الجذام (Leprosy) باسم داء هانسن (Hansen’s disease) أيضًا، وهو عدوى بكتيرية مزمنة تُصيب الجلد والأعصاب، خاصةً في الأطراف والوجه.
ويُعد الجذام من الأمراض النادرة نسبيًا، إذ يُعتقد أنّ عدد حالات الإصابة به لا تتجاوز 208,000 حالة حول العالم، كما تتراوح فترة حضانة المرض بين 9 أشهر و 20 عامًا تقريبًا.
أعراض الجُذام
تشمل أعراض مرض الجذام الآتي:
أعراض الجذام الجلدية
تظهر هذه الأعراض عادةً خلال أول 5- 10 سنوات من التعرض لبكتيريا الجذام، ومن أهمها:
بقع جلدية فاتحة أو باهتة، وعادةً تكون أول أعراض الجذام ظهورًا.
احمرار الجلد بسبب توسع الشعيرات الدموية وتراكم الدم فيها.
جفاف الجلد وزيادة سماكته.
كتل وانتفاخات على الجلد، خاصةً في منطقة الوجه والأذنين.
الثعلبة وتساقط الشعر في المنطقة المصابة.
تساقط شعر الحواجب والرموش بشكلٍ كامل.
تقرحات مستمرة في القدمين.
ويُمكن أن يُسبب الجذام نزيف الأنف والاحتقان المزمن إذا أصاب الجلد والأغشية المخاطية في الأنف.
أعراض الجذام العصبية
يُمكن أن يُسبب المرض تلف الأعصاب مع مرور الوقت، ومن أعراض الجذام على الأعصاب:
خدران في المنطقة المصابة، وربما تفقد القدرة على الشعور بالبرد أو الحرارة فيها.
ألم حارق في الجلد المصاب.
تنميل وخدران في الأطراف بسبب اعتلال الأعصاب المحيطية.
ضعف العضلات، خاصةً في الوجه، واليدين والقدمين.
فقدان البصر الجزئي أو العمى الكلي؛ بسبب تلف والتهاب العصب البصري.
ألم مزمن خاصةً في مناطق الجلد المصابة.
أعراض أخرى
يُمكن أن تُسبب المراحل المتقدمة من الجذام الآتي:
تشوه الأنف.
تلف دائم في اليدين والقدمين.
قصر أصابع اليدين والقدمين؛ لأن الجسم يمتص الأنسجة المصابة.
تقرحات شديدة ودائمة في أسفل القدمين.
الشلل.
أسباب وعوامل خطر الجُذام
يحدث مرض الجذام بسبب بكتيريا المتفطرة الجذامية (Mycobacterium Leprae)، والتي تنتقل عن طريق استنشاق قطرات الجهاز التنفسي أو ملامسة الإفرازات المخاطية، والتي تنتج عندما يعطس أو يسعل الشخص المصاب.
ولا يُعد الجذام مرضًا شديد العدوى؛ إذ يجب أن تُخالط المصاب لمدة طويلة جدًا وبشكلٍ متكرر لتنتقل إليك العدوى، كما لا ينتقل الجذام من الأم الحامل لطفلها المصاب أثناء الولادة أو الحمل.
هل ينتقل الجذام عن طريق التقبيل؟
لا، لا ينتقل الجذام عن طريق التقبيل، أو المصافحة أو العنق، كما أنّ الاتصال الجنسي لا ينقل هذا المرض أيضًا.
ما هي عوامل خطر مرض الجذام؟
تزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة بالجذام:
مخالطة المصابين بالجذام والعناية بهم.
العمر؛ إذ يكون الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ضعف جهاز المناعة؛ بسبب الإصابة بمرض الإيدز، أو تلقي العلاج الكيماوي أو زراعة الأعضاء.
العوامل الوراثية، إذ يكون لدى البعض استعدادٌ وراثي للإصابة بالمرض.
مضاعفات الجُذام
هل الجذام خطير؟ نعم، إذ يُمكن أن يُسبب المضاعفات الآتية عند إهمال علاجه:
تشوه دائم في الأنف والوجه.
تشوه الأصابع؛ إذ تبدو كالمخالب بسبب ضعف العضلات.
فقدان القدرة على الحركة أو المشي بسبب بسبب الشلل.
الجلوكوما أو الزرق.
التهاب القزحية.
العمى.
ضعف الانتصاب.
العقم.
فشل الكلى.
هل يُسبب الجذام الوفاة؟ لا، لا يُسبب الجذام الوفاة خلافًا لما يعتقده العديد من الأشخاص، لكنه يُمكن أن يُسبب إعاقاتٍ دائمة.
تشخيص الجُذام
يعتمد الطبيب على الفحوصات الآتية لتشخيص مرض الجذام:
الفحص البدني:
يبحث الطبيب عن أعراض الجذام ويقيمها.
خزعة الجلد:
يأخذ الطبيب خزعة صغيرة من المناطق المصابة بالتقرحات، ثم يُرسلها إلى المختبر للكشف عن وجود بكتيريا المتفطرة الجذامية.
فحص الليبرومين للجلد (Lepromin skin test):
يحقن الطبيب القليل من بكتيريا المرض بعد إضعافها، وذلك في الجزء العلوي من الذراع، ثم سيُراقب مكان الإبرة ورد فعل الجسم ليُحدد نوع الجذام لديك.
علاج الجُذام
يعتمد علاج مرض الجذام على نوعه، لكن عادةً ما يصف الطبيب الأدوية الآتية:
المضادات الحيوية
غالبًا ما يلجأ الطبيب للمضادات الحيوية الآتية:
دابسون (Dapsone):
ستحتاج إلى تناول جرعة يومية منه.
ريفامبيسين (Rifampicin):
يُستخدم كعلاجٍ إضافي لدواء دابسون، ويُوصف على شكل جرعة واحدة شهريًا.
كلوفازيمين (Clofazimine):
يلجأ إليه الطبيب كعلاجٍ إضافي إلى جانب دوائي ريفامبيسين ودابسون إذا كنت مصابًا بالجذام الورمي.
يُمكن أن يستغرق العلاج بالمضادات الحيوية فترة تصل إلى 6- 12 شهرًا أو أكثر حسب نوع الجذام لديك.
الستيرويدات
يصفها الطبيب لعلاج أعراض الجذام على الأعصاب؛ إذ تخفف الالتهاب والألم المزمن، ومن الأمثلة عليها دواء بريدنيزون (Prednisone).
أدوية أخرى
يُمكن أن يصف الطبيب دواء ثاليدوميد (Thalidomide) لعلاج الجذام في الحالات المتوسطة والشديدة، فهو يُخفف التقرحات ويمنع ظهورها، كما يُعالج عقيدات الجذام (كتل وانتفاخات في الجلد).
لكن لا يُعطى هذا الدواء للحوامل إطلاقًا؛ لأنه يُمكن أن يُسبب تشوهاتٍ خطيرة.
الوقاية من الجُذام
يمتلك معظم الأشخاص مناعة طبيعية تجاه هذا المرض، لكن يُمكنك التقليل من فرص إصابتك بالمرض باتباع النصائح الآتية:
تجنب لمس الإفرازات المخاطية أو التقرحات أثناء مخالطة المصاب بالجذام.
شجعه على الالتزام بالعلاج؛ إذ لا يكون المرض معديًا عند التزامه بتناول الدواء.
استشر الطبيب حول تناول المضادات الحيوية كعلاجٍ وقائي للجذام.
ومع أنّه لا يُوجد لقاح للوقاية من مرض الجذام، إلا أن الدراسات ذكرت أن مطعوم السل (BCG) يحمي من خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة 50% أو أكثر.
الأنواع الشائعة
يُمكن تصنيف الجذام إلى عدة أنواع أو أشكال، هي:
الجذام السلي (Tuberculoid Leprosy):
يُعرف بالجذام قليل العصيات أيضًا، وعادةً تكون أعراضه بسيطة ويُسبب عددًا قليلًا من التقرحات؛ لأن مناعة المصاب تكون جيدة.
الجذام الورمي (Lepromatous leprosy):
يطلق عليه أيضًا الجذام عديد العصيات، ويُعد أكثر أشكال الجذام خطورة؛ فهو يُسبب تقرحاتٍ في معظم أجزاء الجسم، كما أن أعراضه على الأعصاب تكون شديدة؛ لأن استجابة جهاز المناعة لدى المصاب تكون ضعيفة.
الجذام الحدي (Borderline leprosy):
تظهر عدة تقرحات في هذه الحالة؛ لكنها لا تنتشر في جميع أجزاء الجسم، كما أن أعراضه على الأعصاب تقتصر على التنميل والخدران فقط.