تعتبر الضوضاء من فصائل التلوث العديدة حيث أنها صنفت بأنها ضارة على صحة الإنسان ، الحيوان ، الطيور والنبات وأشياء غير حية أخرى ، إن مشاكل التلوث الضوضائي تزداد يوم بعد يوم وخصوصا في المناطق الحضرية ” المزدحمة بالسكان ” ، بجانب المناجم ، الطرق السريعة ، المطارات ، المناطق الصناعية ومناطق أخرى يوجد بها حركات إنشائية كالبناء وتنفيذ مشاريع تعريف آخر:هي الأصوات غير المرغوب في سماعها والضوضاء هي واحدة من اخطر أمراض العصر وتؤثرعلى قدرة التلاميذ على استيعاب الدروس ، كما أنها تعرض السيدة الحامل للاضطراباتوتصبح في حالة عصبية غير مستقرة مما يؤثر على الجنين . الضوضاء نوع من التلوث الجوي يصدر على شكل موجات حيث أن كلمة ضوضاء مشتقة من التعبير اللاتيني ” NAUSES ” ويوجد هناك تعاريف كثيرة ومختلفة للضوضاء على سبيل المثال تعرف الموسوعة البريطانية الضوضاء بأنه ” الصوت الغير مطلوب ” أما الموسوعة الأمريكية فتعرف بأنه ” الصوت الغير مرغوب ” . يعتمد التلوث الضوضائي على مدى استيعاب أذن الإنسان له لأن بعضهم تستحمل الضوضاء عن الآخر بنسب متفاوتة وإعتمادا كذلك على العوامل النفسية . وبشكل آخر أن أي صوت ينتج عنه ضوضاء فهو يعتبر مزعجا وإنه من وجهة النظر القانونية قد تعرف بأنه تلوث خاطئي من الجو إلى الجرح المادي لحق الأفراد .تُعرف الضوضاء بالأصوات التي لا يرتاح لسماعها الإنسان، إذ ينفر تلقائياً منهالعدم تقبله لها. فهي أصوات خشنة غير منتظمة لا معنى لها، فضلاً عن أنها ذات تردّدعالٍ وتؤدي إلى اهتزاز طبلة الأذن بشدة، وذلك بعكس الأنغام الموسيقية التي يطرب لهاالشخص ويتفاعل معها روحياًويشعربسعادةلدىسماعها.تشير الدراسات إلى أنالتلوث الضوضائي قد يتسبّب في ردود فعل غير متزنة، كالشرود الذهني، وعدم القدرة علىالتركيز، وارتفاع ضغط الدم، والإفراز الزائد لبعض الغدد، مما يُسبِّب إرتفاع نسبةالسكر في الدم، والإصابة بقرحة المعدة، وأوجاع الرأس والشعور بالتعب والأرق. كماتشير بعض الدراسات التي قام بها العلماء النمساويون إلى أن عمر الإنسان يقل من 8إلى 10 سنوات في المدن الكبيرة بالمقارنة مع سكان الأرياف بسبب التلوث الضوضائي. وفي لوس أنجلوس، أظهرت الدراسات أن ضغط الدم عند أطفال المدارس الواقعة بالقرب منالمطار أعلى منه لدى أطفال المدارس البعيدة عنه، كما أن سرعتهم في حل المسائلالرياضية أقل، وعند إخفاقهم في حل المسألة سرعان ما يقومون برميها جانباً ولايحاولون إعادة حلها. وحسب نتائج بعض الدراسات التي نُشرت في إنجلترا فإن واحداً منكل أربعة رجال وواحدة من كل ثلاث نساء يعانون من الأمراض الناتجة عن الضوضاء. ويشكو 16 مليون عامل في الولايات المتحدة الأميركية من الضوضاء في المصانع التي يعملونفيها، وتُقدّر الأضرار التي تُصيب العمال وتؤدي إلى الانقطاع عن العمل بنحو 4مليارات من الدولارات سنوياً.
* الضوضاء والصوت :
الموجات الصوتية الغير مرغوب بها تعتبر من الضوضاء لأن أذن الإنسان حساسة جدا والتي ممكن أن تستحمل الموجات الصوتية التي تتراوح ترددها ما بين 20 درجة هيرتز إلى 2000 درجة هيرتز . وأريد أن أوضح هنا أنه ليس كل الأصوات قابلة للكشف من قبل أذن الإنسان حيث أن هناك نوعان من الصوت : – الصوت الخارجي
– الصوت الداخلي
– الصوت الخارجي : هو الصوت الذي يتجاوز مدى التردد 15 هيرتز تقريبا أي ما بعد الحد الأعلى للجلسة أو الإجتماع الطبيعي الذي له تردد عالي جدا لإثارة إحساس الجلسة أو الإجتماع .
– الصوت الخارجي : هو الصوت الذي يصدر ترددا تحت 16 درجة هيرتز أي هو تحت المعدل الأوطأ للجلسة أو الإجتماع الطبيعي والذي يعرف عموما بإسم الإهتزاز .نوضح هنا مثال على أن بعض المدن الهندية الكبيرة التي تعتبر من أكثر المدن ضوضائية ( مومباي ، دلهي ، شناي و كالكتا ) حيث أن معدل الضوضاء بها يزيد عن 45 درجة هيرتز حسب تقرير منظمة الصحة العالمية “W.H.O ” مع أن معدل الضوضاء المقرر عالميا هو كالتالي :
– من 25 – 40 مقبولة في المناطق السكنية
– من 30 – 60 مقبولة في المناطق التجارية
– من 40 – 60 مقبولة في المناطق الصناعية
– من 30 – 40 مقبولة في المناطق التعليمية
– من 20 – 35 مقبولة في المناطق المستشفيات
ملاحظة : تقاس شدة الصوت بوحدة ( ديسيبل )
* مصادر التلوث الضوضائي :
. وسائل النقل المختلفة كالسيارات والباصاتوغيرها من وسائل النقل التي تملأ الشوارع ولاسيما الطائرات بأنواعها المختلفة ، وهذا المصدر يعد صاحب النسبة الأكبر بين غيره.
عمليات البناء والإنشاءات والخدمات العامة
. الأجهزة المنزلية المختلفة من راديو وتلفزيون ومسجلاتوغيرها من الأجهزة المختلفة وهذا المصدر تكمن خطورته في أنه قريب منا ومعنا فيحياتنا اليومية تقريباً.
. الضوضاء الناتجة عن صناعات مختلفة
وتتمثل مصادر الضوضاء في
-
فعل الإنسان في الاصوات الصادرة من الآلات بالمصانع ووسائل النقل والمواصلات ،والأجهزة الكهربائية ومكبرات الصوت وآلات التنبيه والموسيقى الصاخبة . الضوضاء البيئية المزعجة التى يتعرض لها المواطنون تصدر من كلاكس السياراتومكبرات الصوت والأصوات العالية للتليفزيون والكاسيت هي جميعها تؤثر على الصحةالنفسية والعصبية للانسان وتسبب له الضيق والقلق مما يعتبر انتهاكاً لراحة الانسانوحقه فى التمتع بالهدوء.
2-أنواع التلوث الضوضائي وتأثيراته :
تنقسم حسب مصدر التلوث وقوة تأثيره ..
1) تلوث مزمن :
هو تعرض دائم ومستمر لمصدر الضوضاء وقد يحدث ضعف مستديم في السمع .
2) تلوث مؤقت ذو أضرار فسيولوجية :تعرض لفترات محدودة لمصدر أو مصادر الضوضاء ومثال ذلك التعرض للمفرقعات ويؤدي إلى إصابة الأذن الوسطى وقد تحدث تلف داخلي .
3) تلوث مؤقت دون ضرر: تعرض لفترة محدودة لمصدر ضوضاء مثال ذلك ضجيج الشارع والاماكن المزدحمة أو الورش ـ ويؤدي إلى ضعف في السمع مؤقت يعود لحالته الطبيعية بعد فترة بسيطة .
حيث تقاس شدة الصوت بوحدة ( ديسيبل ) ، وكل الأصوات التينسمعها يومياً تندرج تحت مستويات رئيسية مقاسة بالديسيبل وهذه المستويات هي :
أ– المستوى 40-50 ديسيبل
ويؤدي إلى تأثيرات وردود فعل عكسيةتتمثل بالقلق والتوتر فهي تؤثر في قشرة المخ مما يؤدي إلى عدم ارتياح نفسي واضطرابوعدم انسجام صحي .
ب– المستوى 60-80 ديسيبل
له تأثيرات سيئة علىالجهاز العصبي ويؤدي غلىالإصابة بآلام شديدة في الرأس ونقص القدرة على العمل ورؤيةأحلام مزعجة (كوابيس).
جـ– المستوى 90-110 ديسيبل
يؤدي إلى انخفاضشدة السمع ويحدث اضطرابات في الجهاز العصبي والجهاز القلبي .
د–المستوىأعلى من 120 ديسيبل
يسبب ألماً للجهاز السمعي وانعكاسات خطيرة على الجهازالقلبي الوعائي كما يؤدي على عدم القدرة على تمييز الأصوات واتجاهها .
* الحماية وكيفية السيطرة على التلوث الضوضائي :
خصوصا على الإنسان والذي يعمل على خلل بعض أعضاء في داخل جسم الإنسان لذلك يتطلب اتخاذ اجراءات وقائية منأهمها :
. التَصليح المستمر للمكائنِ التي توجد بالمصانع وبهذه الخطوة من الممكن أن يقلل أو ينعدم الضوضاء .
. المراقبة الصارمة على الصناعاتِ وتعدين العملياتِ لسيطرةِ الضوضاءِ ضروريةُ بينما إصْدار وتجديدِ الرخصةِ
3 – إصدار التشريعاتاللازمة وتطبيقها بحزم لمنع استعمال منبهات السيارات ومراقبة محركاتها وإيقاف تلكالمصادر للأصوات العالية .
4-. النباتات تعتبر من أهم الأشياء التي تمتص الضوضاءِ خصوصاً ضوضاءِ الترددِ. كزِراعَة الأشجارِ مثل casurina، بانيان، تمر هند وneem على طول الطرقِ أَو الشوارعِ العاليةِ يُساعدانِ في تَخفيض الضوضاءِ في المُدنِ والبلداتِ.
5- منع استعمال مكبرات الصوت وأجهزة التسجيل في شوارع المدينة والمقاهيوالمحلات العامة على سبيل المثال من الساعة 10 مساءا لغاية الساعة 5 فجرا
6- نشر الوعي وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ببيان أخطار هذاالتلوث على الصحة البشرية بحيث يدرك المرء أن الفضاء الصوتي ليس ملكاً شخصيا
7- إبعاد المدارس والمستشفيات عن مصادر الضجيج .
8- إبعاد المطاراتوالمدن والمناطق الآهلة بالسكان مسافة لا تقل عن 30 كم .
9- خطوط السكة الحديدية والطرق السريعة يَجِبُ أَنْ يَكُونا بعيداً عن المناطق السكنيةِ (بقدر الإمكان).
الموقف الإ سلامى من الضوضاء
هذه وصايا ديننا الحنيف
-
(قال تعالى: )وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً.وإذا خاطبهم الجاهلونقالوا سلاماً [ الفرقان.
-
قال تعالى: ]واقصد في مشيك واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير [ لقمان.
-
ولقد نهى الشارع الحكيم عن الضجة والصخب ورفع الصوت في كل أنواع العبادات فيمجتمع الإسلام. وعندما أراد رسول الله r اختيار طريقة لتبليغ الناس دخول وقت الصلاةاستشار أصحابه في ذلك ورفض اقتراحات بعضهم باستعمال الناقوس أو الطبول أو الأجراس،واختار الأذان بصوت الإنسان لأنه أدعى إلى الهدوء والسكينة والبعد عن الصخب، وطلبتلقينه بلالاً لأدائه لأنه أندى صوتاً! ألا ما أعظمك من نبي حكيم يا خاتم الأنبياء
-
كما نهى النبي r عن رفع الصوت أثناء تلاوة القرآن في المساجد لئلا يؤثر بعضهمعلى قراءة البعض الآخر، إذ لا يمكن أن ينعم المصلي بالطمأنينة والخشوع وسط أجواءصاخبة. فقد روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي r قال: ” إن أحدكم إذاقام إلى الصلاة فإنه يناجي ربه فليعلم أحدكم ما يناجي ربه ولا يجهر بعضكم على بعضفي الصلاة ” أخرجه الطبراني وأحمد في مسنده ورواه البغوي بلفظ ” إذا كان أحدكم فيصلاته فإنه يناجي ربه فلينظر أحدكم ما يقول في صلاته ولا ترفعوا أصواتكم فتؤذواالمؤمنين “.
-
دين الحياة الهادئة البعيدة عن الصخب والضجيج. وأما ما يفعله جهلاء المسلمين منرفع مكبرات الصوت في المآذن والمساجد والحفلات والمآتم إلى أكبر مدىً، سواءً فيقراءة القرآن أو غيره، فليس من البر أو التقوى في شيء، بل أنزل القرآن العظيم ليقرأبهدوء وطمأنينة وتدبر ليفهم وليطبق.
-
وإذا كان الإسلام ينهى عن إحداث الضوضاء في عباداته، فما بالك بهؤلاء الذينيحدثون الضجة بغير هدف سوى التلذذ والتمتع بإيذاء الناس بصراخهم أو إطلاق زمورسياراتهم، أو رفع مكبرات الصوت لمذياعهم أو آلات التسجيل وسواها وإزعاج جيرانهموإجبارهم على سماع ما لا يريدون، كل هذا تعدٍّ على الحرية الشخصية التي احترمهاالإسلام وأقرتها الشرائع الدولية، وخروج على تعاليم الإسلام ورسالة المآذن والمساجدفي التبليغ والدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة.
-
ثم ألا يعلم هؤلاء الذين يحدثون الضجيج، كم من مريض في البيوت يحتاج إلى الراحةوالنوم، أو شيخ مسن مضطرب في نومه، أو من طالب علم يحتاج إلى الدراسة والمذاكرة.