العديد يتساءلون عن تفسير لسبب تحول مادة PET من مادة آمنة جداً لحفظ المواد الغذائية ، إلى مادة ضارة بمجرد إعادة تدويرها
وتصنيعها مرة أخرى، لذلك نورد لكم شرح نحاول أن يكون مبسط لفهم ماذا يحدث حتى يحصل هذا التحول الكبير ، مادة أل PET هي مادة عضوية Organic تستخرج من مادة المشتقات النفطية مع بعض الإضافات الأخرى ، وهي عبارة عن سلسلة تتكون من الكربون والإيدروجين والأكسجين ، كما اغلب المواد العضوية تقريباً ، وهذه العناصر منفردة جميعها غير سام وغير ضار ، بل كلها هي مكون من مكونات أجسادنا ، فلماذا إذاً هذه المادة بالذات تصبح ضارة بعد اعادة التصنيع ؟ جميع المواد العضوية تتفكك وتترتب في سلاسل مختلفة حسب الظروف المحيطة بها من حرارة وضغط وغيرها ، دون زيادة أو نقصان من مكوناتها بل تبقى ذات المكونات ، و ما يتغيّر فيها فقط هو شكل وحجم الجزئي الواحد ، تماماً كما في مكعبات التركيب الخاصة بلعب الأطفال ، فيمكن أن يركبها منها سيارة أو بناية أو مسدس دون تغيير هذه المكعبات ، ولعل أمان مادة PET يأتي من انعدام ذوبانها في الماء ، ولكن اذا اجبرنا هذه المادة الآمنة على أن تتفكك إلى جزيئات اصغر يذوب جزء منها في الماء ، فإنها تصبح خطره جداً وغير آمنة, أن مادة PET عندما تتعرض لحرارة أو ضغط أو احتكاك شديد ( وهذه كلها تحصل في إعادة التدوير) فان بعض من جزيئات PET تتفكك إلى جزيئات اصغر مكونة مادة الاسيتالدهيد ورمزها CH3 CHO ، ويرمز لها صناعياً بالرمز AA ، وهذه المادة موجودة في الطبيعة ، في بعض الفواكه وكذلك في المشروبات التي تصنع بالتخمير ، ولها طعم لاذع ورائحة قوية بحسب تركيزها ، وهي مادة لها حدود مسموح بها في جسم الإنسان ، يفترض أن لا تتجاوزها ، حتى يمكن للكبد التخلص منها ، وعند ازدياد هذه المادة عن الكميات المسموح بها ، فيصبح الكبد غير قادر على التخلص منها ، ويتسبب بقائها بؤر للالتهابات ، ما تلبث أن تسبب تليف الكبد ، أو تتحول هذه الالتهابات إلى سرطان بالكبد ، زيادة على تلف كبير بالخلايا العصبية التي لا يتم تعويض المفقود منها مطلقاً ، ولكون بعض القوارير تحتوي نسبة قد تصل 30 مره اكبر من الحد المسموح ، فهنا تصبح خطره جداً، وهذا ما يفسر سرعة تليف كبد متعاطي الخمور وإصابتهم بالخرف المبكر ، نتيجة تراكم مادة الاسيتالدهيد في أكبادهم ، رغم ان نسبتها اقل من بعض القوارير المستوردة من تركيا والاردن ومصر .
البعض منكم على الأقل قد يكون لاحظ مرة أو أكثر وجود رائحة وطعم بلاستيكي في بعض قوارير المياه ، والتي يعج بها للاسف السوق الليبي ، فهذا دليل حسي على وجود الاسيتالدهيد ، وهذه رائحته وطعمه الشهير . وقد قامت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) في شهر أكتوبر 2009 بتغيير تصنيف مادة الاسيتالدهيد من عامل مسرطن محتمل ضمن القائمة (B2) ، إلى المجموعة (1) كعامل مؤكد في تسبب السرطان لدى الإنسان ، كما أثبتته الدراسات والأبحاث ، نتمنى أن يكون التوفيق قد حالفنا في نقل الفكرة إليكم بشكل مختصر وواضح .