وهي عبارة عن ديدان خيطيه (دائرية ) متطفلة Nematodes (round worm ) طول الذكر منها يتراوح ما بين 1,4ملم إلى 1,6 ملم والأنثى طولها ضعف طول الذكر ( حوالي 3,5 ملم ) . تفيد الإحصائيات بأن عدد الإصابات السنوية بهذه الديدان الطفيلية تتراوح ما بين 150,000 – 300,000 حالة . كما أن مجموع عدد المصابين في الولايات المتحدة يقدر ب : 1,5 مليون حالة معظمهم غير مشخصين وحالاتهم خفيفة .لحسن الحظ فإن الإصابة بهذه الديدان مترافقة عادةً بالتهام وتناول لحوم الخنزير الغير مطبوخة بشكل جيد . وحديثاً هناك تحذيرات من انتقال هذه الديدان عبر تناول لحوم حيوانات البراري المصطادة مثل الغزلان والوعول والحباري والضبان والجرابيع والفئران والدببة وعجول البحر Walrus . العائل الأساسي لهذا النوع من الطفيليات الخيطية هي الحيوانات آكلات اللحوم وأيضا الإنسان والخنازير والقوارض . منتشر هذا النوع من الديدان الطفيلية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وجنوب أفريقيا واستراليا ونيوزلندا وفي المناطق الباردة والمعتدلة . ومما تجدر الإشارة إليه فإن هناك أنواع من هذه الديدان تتواجد في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية مثل : Trichinella nelsoni . جميع مراحل حياة هذه الطفيليات الخيطية داخل جسم الحيوان أو الإنسان . الديدان تكون متواجدة إما ملتصقة أو مدفونة في أنسجة الإثني عشر المخاطية Duodenum . ذكر هذه الديدان الخيطية يموت بعد التزاوج مباشرةً . تنتج الأنثى حوالي 1500 يرقة ثم تموت بعد 4-16 أسبوع من وضعها لليرقات . تهاجر اليرقات الصغيرة إلى الجهاز الليمفاوي والأوردة الحشوية Mesenteric veins . تنتشر بعد ذلك في جميع شرايين الدورة الدموية خلال 7-25 يوماً .
وتهاجر أيضاً عن طريق أوعية الكبد الدموية الى القلب والرئتين حيث تنتشر بعد ذلك في جميع أجزاء الجسم المختلفة . ومنه تستقر في العضلات المخططة Striated muscles (العضلات الهيكلية وعضلات القلب ) .
تخترق الألياف العضلية وتتقوقع في شكــل حـلزوني وتـكـون حـولها كـيس
( تتكيس ) بقطر 0,4 – 0,5 ملم حيث تكون آنذاك قد أصبحت دودة كاملة طولها حوالي 1 ملم .
اليرقات التي لاتجد طريقها إلى العضلات المخططة تموت . تضل الديدان المكيسة داخل أكياسها في العضلات حية لمدة 25 سنة في الإنسان ، ولمدة 11 سنة في الخنزير . عند التهام اللحوم المصابة من قبل الحيوانات آكلات اللحوم أو من قبل الإنسان علي شكل لحوم غير مطبوخة بشكل جيد فإنه يهظم الكيس المحيط بالدودة الخيطية وتتحرر الدودة من أسر الكيس وتنتقل إلى الإثنى عشر وتستقر هناك لتعيد دورة حياتها
الأعراض المرضية :
يسمي المرض المصاحب لهذا النوع من الإصابة بالديان الخيطية ب : Trichinosis . من أعراض هذه الإصابة : حمى fever ، إسهال Diarrhea ، مغص وآلام بالبطن Colic & abdominal pain ، طراش Vomiting ، الديدان المهاجرة تسبب آلام في العضلات التي تستقر فيها ، ربما يحصل انتفاخ أو تورم Swelling & edema ، هذيان Delirium ، صعوبة تنفسية ، التهاب رئوي ، نرفزة ، ثقل في السمع او حتى فقد السمع ، تأخر في الاستجابات العصبية المنعكسة . هناك صعوبة في تشخيص الحالة لتداخل الأعراض مع علل أخرى . الأعراض تظهر بعد يوم إلي يومين من تناول الغذاء الملوث والغير مطبوخ بشكل جيد وتستمر لمدة أسبوع . عند هجرة اليرقات وانتقالها إلى الأوعية الدموية تبدأ تظهر الأعراض و التي تغطي جميع أجزاء الجسم Systemic symptoms مثل الحمى و الإنتفاخات و التورمات في الوجه وحول العينين ، طفح جلدي ، نزيف في قاعدة الأظافر وشبكية وبياض العينين ، سعال ، التهاب أنسجة عضلات القلب Myocarditis ، التهاب رئوي Pneumonia ، خلال 3 أسابيع تستقر اليرقات Larva في العضلات حيت يظهر آنذاك التهاب العضلات Myositis ، والذي يشمل انتفاخ وتورم في العضلات مع آلام وضعف . أكثر العضلات تأثراً هي عضلات العينين الخارجية Extraocular muscle والتي تتحكم في حركة العينين ، عضلات الفكين ، وعضلات الأذرع العلوية والرقبة Biceps muscle ، عضلات الظهر السفلية lumbar region ، عضلات الحجاب الحاجز Diaphragm . الشفاء بطيء ومعظم الحالات تخف أعراضها المرضية خلال ثلاثة أسابيع . وبعضها تستمر الأعراض المرضية إلى ثلاثة شهور أو أكثر . التعب وآلام العضلات Myolgia تستمر لعدة شهور في معظم الحالات قبل أن تخف .
التشخيص الأولي يعتمد أساسا على الأعراض وهي : تورم حول العينين ، آلام عضلية ، حمى ، ارتفاع في عدد الكريات البيضاء والمسماة : Eosinophils ، مع تأريخ المريض وفيما إذا تناول لحوماً غير مطبوخة أو لحوم الطرائد البرية الغير مطبوخة بشكل جيد .
إن تحليل عينة من العضلات تؤكد وجود اليرقات المتكيسة من هذه الخيطيات الطفيلية . أحيانا تكون اليرقات موجودة في عينة الدم أو عينة غسيل الإثنى عشر بعد اسبوعين من الإصابة .
ومما تجدر الإشارة إليه فإن الإصابة بهذا الملوث في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا راجع لتناول لحوم الخنزير الغير مطبوخة بشكل جيد ، وفي آسيا وأفريقيا ناتج من تناول لحوم الكلاب ، وفي شمال كندا ناتج من تناول لحوم الدببة وعجول البحر Walrus .
الجرعة السامة :
إن تناول لحوماً تحتوي علي 10 يرقات متحوصلة في كل غرام من اللحم عادة يمر بدون أعراض مرضية . تبدأ تظهر الأعراض عند تناول لحوم يحتوي كل غرام منها علي 100 يرقة متكيسة . وتظهر الأعراض الشديدة والتي غالباً ما تؤدي إلى الوفاة عند تناول لحوم يحتوي الغرام منها على 1000 يرقه متحوصلة . معدل الوفيات من هذا الملوث حوالي 1 % من مجموع الإصابات .
العلاج :
علاج هذه الحالات تدعيمي Supportive وذلك لتخفيف الأعراض المرضية ، راحة المريض في السرير ، إعطاء علاج لتخفيف الحرارة وآلام العضلات مثل الأسبرين والباراسيتامول NSAIDs ، إعطاء الإستيرويدات Steroids مثل البريدنيزونPrednisone ، إعطاء العلاجات الطاردة والقاتلة للديدان مثل : Mebendazole (VERMOX) ، Thiobendazole (MENTIZOL)
كيفية تجنب الإصابة
لا تتناول إلا اللحوم المطبوخة أو المشوية بشكل جيد وبصورة خاصة لحوم الطرائد . تجميد اللحوم السريع لدرجة حرارة منخفضة جداً ولمدة يومين كافية من تخليص وقتل الحويصلات . قطع اللحم بطول 6 انشات والمبردة عند درجة حرارة 5 درجات فهرنهايت ( -15 درجة مؤوية ) تحتاج ل 20 يواماً ، وتحتاج ل 10 أيام عند درجة حرارة –10 درجة فهرنهايت (-23,34 درجة مؤوية ) ، وتحتاج إلى ستة أيام عند درجة حرارة –20 درجة فهرنهايت (28,89 درجة مؤوية ) تبريد الذبيحة قبل عرض لحومها للاستهلاك بين 5 إلى -15 درجة فهرنهايت ( – 15 إلى – 26 درجة مؤوية ) ولمدة ثلاثة أسابيع كافية للقضاء علي اليرقات أو الديدان المتحوصلة (المتكيسة ) في العضلات (اللحوم ) عدا الحويصلات التي تصيب الحيوانات القطبية مثل الدببة وعجول البحر فإنها لا تتأثر بالتبريد .