أولا- الأضرار الصحية:
الأضرار الصحية للمخلفات الطبية تختلف باختلاف أنواع تلك المخلفات وسنذكر أضرار كل نوع من المخلفات الطبية على حده في الفقرات الآتية:
أ- الأضرار الصحية للمخلفات المعدية والحادة ( Infectious waste and sharps ):
المخلفات الطبية المعدية والحادة قد تحتوي على كميات كبيرة متنوعة ومختلفة من ميكروبات المرض والأمثلة كثيرة لتلك الميكروبات المعدية وطرق انتقالها وأكثر الأقسام الطبية تواجدا بها:
1- عن طريق التماس أو وخز أو قطع الجلد بمواد حادة ملوثة قد تسبب أمراض التهابات الجلد والتي تنشا بسبب التعرض لأنواع من البكتيريا الجلدية (Streptococcus spp.) الموجودة بالمخلفات الطبية كالقطن والشاش الملوثة بصديد جروح المرضى بعد العناية بهم؛ أو في حالة الإصابة بالجمرة الخبيثة عن طريق التلوث بعصيات الميكروب وإفرازات جلد المصابين، وكذلك الحال في بكتيريا تعفن الدم ( Septicemia)، وفطريات تعفن الدم (Candidaemia ) ، بالإضافة إلى التعرض للمخلفات الملوثة بدم المرضى واحتمال انتقال فيروسات الدم الخطيرة من فيروسات فقد المناعة المكتسبة الإيدز، وفيروسات التهاب الكبد بأنواعها .
2- أمراض الجهاز التناسلي الناتجة من المخلفات والعينات الملوثة بإفرازات التناسلية للمرضى المصابين ببكتيريا السيلان وفيروسات الهربس في أقسام الأمراض التناسلية.
3- الالتماس المباشر والغير مباشر مع المخلفات الملوثة بإفرازات رئة المرضى ولعابهم المحتوية على ميكروبات السل وفيروسات الحصبة في أقسام الأمراض الصدرية.
4- ميكروبات الالتهابات المعوية الناتجة بسبب بكتيريا السلمونيلا والشقيلا وبعض الديدان المعوية الموجودة في المخلفات الطبية الملوثة ببراز وقيء المريض في أقسام الأمراض السارية والمعدية.
5- التعرض للمواد ملوثة بسائل الحبل الشوكي الملوث ببكتيريا التهاب السحايا (Neisseriameningitidis).
6- من ضمن أخطار المخلفات الطبية السائلة و الصلبة بالمستشفيات، احتمالية وجود بعض أنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وسوائل التعقيم ( AntibioticResistant Bacteria) وهذا النوع من الميكروبات أصبح في الآونة الأخيرة يهدد حياة
العديد من الأشخاص بسبب الأوبئة سريعة الانتشار التي تنتج عنها حيث لا توجد أدوية ومضادات حيوية فعالة يمكن لها القضاء عليها.
7- وأخيرا هناك بعض الفيروسات التي توجد في معظم سوائل وإفراز ات جسم المرضى المصابين بدون استثناء مثل فيروس Marburg, Ebola وغيرها.
تعتبر المخلفات الحادة مثل إبر الحقن أو الأدوات الحادة الطبية الأخرى الملوثة مثل المشارط والأمواس والمناشير من أهم وأكثر المخاطر الصحية لتلك المخلفات ويرجع ذلك لسهولة إدخال الميكروب للجسم عبر الوخز أو القطع إلى مجرى الدم مباشرة.
ب- الأضرار الصحية للمخلفات الكيماوية والصيدلانية (Chemical and pharmaceutical waste ) :
العديد من المخلفات الكيماوية والصيدلانية المستعملة بالمؤسسات الصحية تعتبر من ضمن مصادر الضرر للعاملين والعاملات والبيئة المحيطة، فبعض منها مواد كيماوية سامة ومواد محدثة للسرطانات والطفرات بالخلية البشرية والأحياء البرية، بالإضافة إلى وجود مواد كيماوية أخرى حارقة وسريعة الاشتعال والانفجار. كميات المواد الكيماوية والصيدلانية قد تكون قليلة
عند الاستعمال ولكن الكميات الكبيرة تنشى عن وجود مواد قد انتهت مدة صلاحيتها أو لم يتم استعماله لعدم الرغبة في استخدامها.
مخلفات بعض المواد الكيماوية تسبب تسمم عن التعرض لها بكميات كبيرة في فترة زمنية قصيرة مثل مواد التطهير والتعقيم أو عند التعرض لها بكميات قليلة لفترات زمنية طويلة كالزئبق، التعرض قد يكون بسبب امتصاص الجلد أو الأغشية المخاطية أو عن طريق الاستنشاق أو البلع .
جروح الجلد أو العين أو الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي قد تحدتها تناثر المواد الكيماويات الحارقة والقابلة للاشتعال وشديدة الانفجار (مثل مركبات الفرمولدهايد المستعملة في التعقيم وحفظ عينات الأنسجة) ومن أكثر الجروح التي تحدت للجلد بسبب تلك المخلفات هو الحرق.
صرف بقايا الكيماويات إلى شبكة المجاري العامة (الصرف الصحي) قد تؤدي لأضرار بيئية حيوية بسبب عدم مقدرة محطات معالجة مياه المجاري للقضاء والتخلص من تلك المواد بالمقارنة مع سهولة التخلص من الميكروبات، بعض المخلفات الصيدلانية لها أثار مدمرة للنظم البيئية الطبيعية (natural ecosystems ) مثل بقايا مخلفات الأدوية من مضادات حيوية وأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض السرطانية (cytotoxic drug) والتي لها المقدرة على قتل الأحياء الدقيقة الموجودة والضرورية لتلك النظم، وكذلك أمكانية حدوث طفرات وتشوهات للكائنات الحية المحيطة، ووجود كميات كبيرة من المخلفات الطبية السائلة الناتجة من المستشفيات المختلطة مع بقايا المعادن الثقيلة كالزئبق ومركبات الفينول ومشتقاته السامة وبعض نواتج مواد التعقيم والتطهير والتي تساهم أيضا في زعزعة تلك النظم.
ج- الأضرار الصحية للمخلفات الأدوية السامة (Genotoxic waste ):
التعرض للأدوية المستعملة لعلاج الكيماوي للأمراض السرطانية عند تحضيرها أو إعطاءها للمرضى أو عند تصريفها والتخلص منها قد يسبب أضرار للعاملين بالصحة وذلك لمقدرة تلك المواد على قتل الخلايا البشرية أو أحداث تشوهات بها. وطرق التعرض تختلف منها خلال استنشاق الغاز أو الغبار المتطاير لتلك الأدوية أو الامتصاص الجلد المباشر أو ابتلاع مواد غذائية ملوثة بتلك الأدوية أو مخلفاتها أو بسبب سواء التعامل وضعف ناحية العملية مثل استعمال الفم لسحب السوائل بواسطة السحاحة ، أيضا التعرض ينشأ بواسطة التلوث بسوائل وإفرازات جسم المرضى المعالجين بتلك الأدوية حيت انه توجد كميات كبيرة من تلك الأدوية ببول وبراز المرضى خلال الأيام الأولى من العلاج.
سمية الأدوية المستعملة في العلاج الكيماوي عالية جدا فمعظمها يؤثر في الحمض النووي للخلايا والتجارب أثبتت مقدرة تلك المواد في تكوين أورام سرطانية (carcinogenic ) وطفرات غريبة (mutagenic ). وتعتبر هذه الأدوية مهيجة للخلايا والأنسجة الموضعية بعد التعرض لها في الجلد والعين وقد تسبب أعراض مرضية أخرى مثل الصداع والغثيان وبعض التغيرات والتشوهات الجلدية.
د- الأضرار الصحية للمخلفات الطبية المشعة (Radioactive waste ):
خطورة وشدة الأمراض المسببة بواسطة التعرض للمخلفات الطبية المشعة تعتمد على نوع وكمية الأشعة المتعرض لها، تتدرج من الأعراض البسيطة مثل الصداع والدوخة والقيء إلى أكثر الأعراض خطورة، ويوجد تشابه كبير بين المخلفات الطبية الصيدلانية من أدوية علاج الأمراض السرطانية وبين المخلفات الطبية المشعة لتأثير الاثنين على المحتوي الجيني الوراثي للخلايا، فالتعامل مع مصادر المواد المشعة النشطة في تشخيص وعلاج بعض الأمراض قد يسبب أضرار أكبر مما هو متوقع من تدمير أنسجة وخلايا بشرية فالحذر والعناية الفائقة عند التعامل مع تلك المواد ضروري جدا . أما أضرار المخلفات المشعة الأقل نشاطاً قد ينشأ بسبب تلوث الأسطح الخارجية للأدوات المستخدمة، أو بسبب سوء تخزين تلك المواد، أما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة لهذا النوع فهم فنيين أقسام الأشعة ولا ننسى عمال وعاملات النظافة بتلك الأقسام.
ثانياٍ-الأخطار المهنية:-
يتعرض عمال النظافة وجامعوا القمامة للعديد من الأخطار أهمها:-
2-1 الاصابات و الجروح:
نتيجة لتعرضهم للأدوات الحادة مثل أبر المحاقن والأمواس وكسر الزجاج المختلطة بإفرازات المرضى أو بالقطن والشاش الملوث بدم المرضى مما يسبب الالتهابات والإصابة بأمراض خطيرة مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي( ب، ج) والتيتانوس.
2-2الأمراض:-
– التهابات الجلد مثل الاكزيما والبثور والتقيحات والالتهابات الناتجة من الفطريات.
– أمراض الجهاز التنفسي والرئتين لاستنشاق الأتربة المحملة بمسببات الأمراض أو جزيئات المواد الكيميائية وتسبب النزلات الشعبية الحادة والمزمنة ومرض الربو الشعبي.
– إصابة بالأمراض المعدية والمعوية كالتيفوئيد والباراتيفوئيد والالتهاب الكبدي أ، هـ و الانكلستوما والإسكارس وغيرها