سرطان عنق الرحم و فيروس الورم الحليمي البشري
سرطان عنق الرحم و فيروس الورم الحليمي البشري
أسباب حدوث سرطان عنق الرحم
السرطان عموما هو مرض يحصل عندما تتصرف بعض خلايا الجسم بشكل غير طبيعي، و تنقسم بوتيرة عالية لتكوّن ورماً. عنق الرحم، و هو الجزء السفلي من الرحم الذي يشكل مكان التقاء الرحم بالمهبل، كغيره من سائر أعضاء و أنسجة الجسم معرض لأن يصاب بتغييرات خليوية لأسباب معينة تؤدي إلى تطور نمو أو ورم سرطاني.
يعتبر سرطان عنق الرحم من الأورام الأكثر شيوعا بين نساء العالم و مع ذلك، فهو من الأمراض التي يسهل تفاديها و تقليل مخاطرها بسبب توفر برامج المسح و الكشف المبكر عن التغييرات التي تسبق حدوث هذا السرطان.
أسباب حدوث سرطان عنق الرحم:
المسبب الرئيس، ويكاد يكون الأوحد، لسرطان عنق الرحم هو العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري و الذي يعتبر من أكثر الأمراض المتناقلة جنسيا في العالم. بالرغم من ارتباط هذا الفيروس بسرطان عنق الرحم، إلا أن معظم السيدات المصابات يتمكنَّ من التخلص من الإصابة تلقائيا و بدون مضاعفات خلال عامين من حدوثها. أما العدوى طويلة الأمد، على مدى سنوات بسلالة ممرضة “عالية الخطورة” من الفيروس، فإنها قد تتطور لتسبب سرطان عنق الرحم.
سلالات فيروس الورم الحليمي البشري:
هنالك أكثر من مئة سلالة تنتمي لفيروس الورم الحليمي البشري و معظمها “قليلة الخطورة” لا تسبب أعراضا مرضية أو قد تتسبب بظهور الثآليل على الأعضاء التناسلية و لكن عددًا محدوداً منها، حوالي خمس عشرة سلالة تسمي “عالية الخطورة” و أخطرها السلالات (16، 18، 31، 33 و 35) ترتبط ارتباطا وثيقاً بسرطان عنق الرحم حيث وجد ان ما نسبته 99% من المصابات بسرطان عنق الرحم كن قد أصبن بهذه السلالات.
مع العلم بأن معظم المصابات بالسلالات الفيروسية عالية الخطورة لن يصبن بالسرطان بالضرورة لحملهن هذه الفيروسات. ففرصة أو خطر تطور العدوى إلى سرطان يتوقف على كمية الفيروس خلال العدوى و المدة الزمنية للإصابة.
عوامل الخطورة للإصابة بسرطان عنق الرحم
هناك العديد من العوامل البيئية و الوراثية و التي تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم و تشمل:
الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري
وجود تاريخ عائلي بالإصابة بسرطان عنق الرحم (لأم أو أخت) يضاعف فرصة خطر الإصابة به
تحدث معظم الإصابات بسرطان عنق الرحم عند السيدات المتزوجات بعد سن العشرين
تزداد فرصة الإصابة بالمرض مع زيادة عدد الزوجات
التدخين من العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم
الإستخدام طويل الأمد لحبوب منع الحمل يزيد من خطر الإصابة
الإصابة بفيروس مرض نقص المناعة المكتسب
الأعراض
إن سرطان عنق الرحم يكون بلا أعراض في بداياته مع العلم بأن بعض السلالات الفيروسية تتسبب بحدوث الثآليل حول و على الأعضاء التناسلية. عند تقدم الإصابة و انتشار المرض يصاحب سرطان عنق الرحم نزيف مهبلي غير اعتيادي.
المسح و الكشف عن التغييرات الخليوية والفيروس
أ. مسحة أو لطاخة عنق الرحم:
هذا الفحص يجري على عينة (مسحة) تأخذها الطبيبة النسائية من عنق الرحم خلال الفحص الدوري للسيدة في العيادة. ترسل هذه العينة إلى المختبر المتخصص، حيث تتم دراستها للتأكد من عدم وجود تغييرات خليوية تشير للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري بالإضافة إلى خلو العينة من التهابات أو أمراض نسائية أخرى.
غالبا يجرى هذا الفحص دوريا كل ثلاث سنوات حسب عمر و حالة السيدة المراجعة أو كما تقرر الطبيبة المسؤولة.
يجدر الإشارة إلى أن صدور تقرير مخبري يشير إلى وجود تغييرات خليوية في خلايا عنق الرحم لا يعني وجود سرطان عنق الرحم انما يشير إلى إحتمال الإصابة بالفيروس و ازدياد احتمال فرصة حدوث السرطان وهذا يستدعي الإهتمام من قبل الطبيبة المختصة .
ب. الكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري:
يتم إجراء هذا الفحص على عينة يتم أخذها كما في فحص مسحة عنق الرحم و يتم إرسالها إلى المختبر المختص حيث يتم استخلاص الحمض النووي ( المادة الجينية ) من العينة و إخضاعه للتحليل و التصنيف بالطرق الجزيئية للتأكد من وجود الفيروس و تحديد سلالته إن وجد.
مرة أخرى، إن تقرير مخبري يشير إلى وجود الفيروس لا يعني وجود سرطان عنق الرحم انما يؤكد الإصابة بالفيروس و ازدياد احتمال فرصة حدوث السرطان وهذا يستدعي الإهتمام من قبل الطبيبة المختصة.
ملاحظة: يمكن إجراء كلا الفحصين، مسحة عنق الرحم و فحص فيروس الورم الحليمي البشري من ذات العينة و لا يتطلب أخذ العينة مرتين.
إرشادات
ينصح بإجراء الفحصين معًا للنساء من الفئة العمرية ما بين 30-65 عاماً، أما اللواتي تقل أعمارهن عن 30 عاماً فينصح بعمل فحص فيروس الورم الحليمي البشري في حال وجود نتائج غيرطبيعية لفحص مسحة عنق الرحم وذلك لتأكيد النتيجة للمزيد من الإيضاح.
العلاج و الوقاية
بالنسبة للعلاج، فللأسف لا يوجد أدوية لعلاج هذه العدوى حتى الآن و لكن معظم الحالات تشفى تلقائيا خلال عامين بفعل نشاط الجهاز المناعي ضد هذا الفيروس. أما إذا طال أمد العدوى لأكثر من سنتين فعندها تزداد الخطورة.
مؤخراً، تم تطوير تطعيمات توفر الحماية ضد السلالات عالية الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري. يمكن إعطاء هذه التطعيمات في سن مبكرة للفتيات من العاشرة حتى سن السادسة و العشرين من العمر.
[/mhc_text][/mhc_column][/mhc_row][/mhc_section]