التهاب الفقرات التصلبي

التهاب الفقرات التصلبي هو مرض ينتمي إلى مجموعة أمراض اعتلالات الفقار (Spondyloarthropathies) والتي من بينها:

مرض التهاب المفاصل في الصدفية (Psoriatic arthritis).
التهاب المفاصل الثانوي لداء الأمعاء الالتهابي (Arthritis Secondary to Inflammatory Bowel Disease).
التهاب المفاصل التفاعلي (Reactive arthritis).
ميزات هذه الأمراض هي التهاب الفقار في العمود الفقري، والتهاب المفصل الحرقفي (Sacro Iliac joint)، والتهاب المفاصل المحيطي (Peripheral Arthritis)، وبشكل عام التهاب المفاصل الكبيرة، مثل: الركبة، والكاحل، والتهاب الأوتار المرتبطة بالعظام، والملتصقة بالمفاصل.

كلما تقدم التهاب الفقار المقسط في أعقاب التهاب متواصل تنمو عظام جديدة، تتراص الفقرات على بعضها بسبب نشوء ناتئ عظمي رباطي (Syndesmophyte)، إن تعظّم الأربطة الواصلة بين فقرات العمود الفقري تُؤدي إلى تصلب العمود الفقري وانعدام ليونته، ونتيجة الالتحام بين الأضلاع وبين العمود الفقري يطرأ هبوط في أداء الرئتين وتقل سعتهما.

التهاب الفقار المقسط هو مرض مزمن، تصل معدلات الإصابة به في الولايات المتحدة الأمريكية 129 إصابة من بين كل 100,000 شخص.

أعراض التهاب الفقرات التصلبي
أعراض الالتهاب في العمود الفقري تتميز بالآتي:

ألم في أسفل الظهر يظهر في وقت الراحة، ويتحسن بعد بذل جهد جسماني وخاصة في الصباح بعد النوم.
ألم في منطقة المؤخرة.
الإحساس بالتيبس.
التعب.
انخفاض الوزن.
التهاب العنبية بالعين (Uveitis).
كما يتعرض المريض لبعض الاضطرابات، مثل:

الاضطراب الذي يحصل في حالة الوقوف أو المشي ينتج عن كون الفقرات ملتئمة مما ينجم عنه انعدام الحركية في العمود الفقري، هذه العملية تؤدي إلى اتخاذ العمود الفقري شكل قصب الخيزران.
الاضطراب في التنفس ينبع من أن تصلب الفقرات في العمود الفقري هو الذي يمنع التوسع الطبيعي في القفص الصدري خلال التنفس .
الضرر في القلب الذي ينجم عن التهاب في منطقة الصمامات، ويؤدي إلى قصور في عمل الصمام الأبهري (Aortic valve)، أو إلى التهاب الصمام الأبهري، مما يؤدي إلى التهاب الأبهر (Aortitis).
أسباب وعوامل خطر التهاب الفقرات التصلبي
أسباب التهاب الفقرات التصلبي لا تزال غير معروفة، ولكن يُعتقد بأن هنالك علاقة للعوامل الوراثية.

عوامل الخطر
هناك عدة عوامل في الحقيقة، ومنها:

  1. العوامل الورائية
    نظرًا لأن نحو 90% من المصابين بالمرض يحملون مستضد نسيجي من مصدر بشري ر27 (Histocompatibility Leucocyte B27)، فمن يحمل هذه المستضد يكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الفقار المقسط، بينما 2% فقط ممن يحملون المورثة سوف يُصابون بالتهاب الفقار المقسط.

إذا كان شخص ما يحمل الجين المستضد وعمره أقل من 40 سنة ولديه أقرباء مصابون بالتهاب الفقار المقسط فإن احتمال إصابته بالتهاب الفقار المقسط يكون بنسة 20%.

الشخص الذي تتوفر لديه نفس الشروط لكن عمره يزيد عن 40 سنة، فإن احتمالات إصابته بالتهاب الفقار المقسط تكون ضئيلة، إذا كان الشخص يحمل هذا الجين ومصاب بالتهاب الفقار المقسط فإن احتمال نقله المرض إلى أولاده يكون بنسبة 50%.

  1. الجنس
    التهاب الفقار المقسط أكثر شيوعًا لدى الرجال منه لدى النساء، ولذلك فإن تشخيص التهاب الفقار المقسط لدى النساء يكون متأخر، إذ يظهر التهاب الفقار المقسط بشكل عام في الفترة العمرية بين 16 – 40 سنة.

مضاعفات التهاب الفقرات التصلبي
يُصاب المرضى بالمضاعفات الآتية:

التهابات متكررة في الرئتين، وهي مضاعفة أكثر شيوعًا لدى المدخنين.
مضاعفات في القلب والرئتين تنشأ بعد نحو 20 سنة من بداية التهاب الفقار المقسط وعندما يُصبح المرض غير نشط.
تشخيص التهاب الفقرات التصلبي
يتم تشخيص التهاب الفقرات التصلبي استنادًا على مزيج من البينات السريرية وبينات فحوصات التصوير.

ليس هناك فحوصات مخبرية لتشخيص التهاب الفقار المقسط، وتظهر قيم مرتفعة لمؤشرات التهابية، مثل:

سرعة ترسب الدم.
مستوى مرتفع من البروتين المتفاعل ج (CRP).
تحديد حجم الالتهاب بواسطة مؤشر (BASADI).
مؤشر نيويورك للأداء الوظيفي، يقيس مدى الأداء الوظيفي اليومي والقدرة على العمل والمشاركة في فعاليات جسدية.
علاج التهاب الفقرات التصلبي
ليس هنالك علاج شاف لالتهاب الفقرات التصلبي، يتركز العلاج الأساسي على منع حالة تصلب الفقرات التي تُصبح حالة غير قابلة للتغيير.

أهم العلاجات المستخدمة:

معالجة الأوجاع عن طريق مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل: أتودولك (Etodolac).
مضادات الأمراض الروماتيزمية التي تُؤثر في مرض، مثل: سولفاسالازين (Sulfasalazine)، وميثوتريكسات (Methotrexate).
إعطاء ستيرويدات (Steroids) لتقصير مدة الالتهاب، وحقن الستيرويدات مباشرة إلى مفصل واحد ملتهب.
أدوية بيولوجية مضادة للالتهابات مثبطة لعامل نخر الورم (TNF – Tumor necrosis factor alpha)، مثل: إنفليسيماب (Infliximab) وإتانرسيبت (Etanercept)، وهي أدوية فعالة جدًا ضد التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis)، وتكمن ميزة هذه الأدوية في كونها فعالة وناجحة ضد التهاب مفاصل العمود الفقري وهي توصَف للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات السابقة حين كان المرض نشطًا، وهي حالة يتم تحديدها وفقًا لعلامات سريرية ومخبرية للالتهاب.
المعالجة الفيزيائية الطبيعية (Physical therapy).
المعالجة المائية (Hydrotherapy).
النشاط الجسماني المنتظم.
هذه العلاجات هي مركبات علاجية هامة جدًا، يُنصح جدًا بالسباحة لتجنب انحناء أو تقوّس العمود الفقري، كما يُنصح أيضًا باختيار سرير ومخدة ملائمين.

تتم متابعة المرض من قبل طبيب مختص بأمراض المفاصل (Rheumatologist).

الوقاية من التهاب الفقرات التصلبي
لا توجد طريقة للوقاية من المرض، حيث أنه على الأغلب سببه وراثي.