التهاب بطانة الرحم هو التهاب في الطبقة الداخلية في الرحم، وتحدث غالبًا نتيجة التعرض لعدوى جرثومية.
لا يُعتبر مرض التهاب بطانة الرحم مرض خطير ويستدعي القلق ولكن يجب علاجه سريعًا باستخدام المضادات الحيوية.
عدم علاج التهاب الرحم قد يُسبب مشاكل في الأعضاء التناسلية عند المريضة خصوصًا في الإخصاب.
قد ينجم التهاب بطانة الرحم نتيجة الحمل أو بدون علاقة بالحمل، وعندما لا يكون للالتهاب علاقة بالحمل فهو مرض التهابي حوضي (PID – Pelvic inflammatory disease).
في أحيان عديدة يكون التهاب بطانة الرحم مرتبطًا بالتهاب قنوات فالوب (Salpingitis)، والتهاب المبيضين (Oophoritis) والتهاب الصّفاق الحوضي (Pelvic peritonitis).
أعراض التهاب الرحم
في معظم الحالات قد يكون التهاب الرحم دون أعراض مميزة، ولكن في الآتي أبرز علامات وأعراض التهاب الرحم عند النساء:
- أعراض التهاب الرحم عند النساء بعد الحمل
الشكاوى المميزة للمرأة المنجبة التي أُصيبت بالتلوث هي:
ارتفاع درجة حرارة الجسم.
القشعريرة.
الأوجاع في أسفل البطن.
الإفرازات ذات الرائحة الكريهة التي تخرج من قناة الولادة (Birth canal)، وخاصة إذا كانت عملية الولادة قد استغرقت وقتًا طويلًا.
زيادة حدوث النزيف من المهبل بعد الولادة، حيث أنه من المتعارف عليه أن يكون لمدة 6 أسابيع، وفي حال الزيادة عن ذلك فقد يكون السبب التهاب الرحم.
الشعور بحالة ليست جيدة.
ألم أثناء التبوّل.
ألم أثناء ممارسة الجماع.
- أعراض التهاب الرحم بدون علاقة بالحمل
أعراض التهاب الرحم بشكل عام، أو الأعراض التي تُصيب المرأة بالتهاب غير ذي علاقة بالحمل والولادة عادةً تكون كالآتي:
ألم في منطقة الحوض.
ألم أسفل البطن.
إفرازات من المهبل.
آلام خلال إقامة علاقة جنسية.
آلام أثناء التبول.
ارتفاع درجة حرارة الجسم.
أعراض مرضية عامة أخرى.
الشعور بعد الراحة.
الإمساك والألم عند دخول الحمام.
انتفاخ البطن.
من الضروري في حال الشعور أي من الأعراض السابقة مراجعة الطبيب فورًا لعلاجها.
أسباب وعوامل خطر التهاب الرحم
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الرحم، وهي كالآتي:
- أسباب التهاب الرحم
ينشأ الالتهاب بشكل عام نتيجة لتلوث مصدره المسالك التناسلية السفلى، ومن أبرز الأمراض المعدية المسببة للمرض ما يأتي:
الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل: داء كلاميديا (Chlamydia)، ومرض السيلان (Gonorrhea).
مرض السل (Tuberculosis).
التقاط عدوى تُسبب اختلال توازن البكتيريا في منطقة المهبل.
جميع النساء تحتوي أجسادهن على مزيج من البكتيريا المتوازنة، ولكن قد تحدث بعض المشاكل الصحية تُسبب اختلال هذا التوازن.
يجب التنويه بأن من المرأة التي قد تُصاب بالتهاب حوضي مصدره الكلاميديا ولكن لا تشعر بالضرورة بأعراض المرض البارزة، ولا حتى بأعراض مرضية عامة.
أسباب التهاب بطانة الرحم
- عوامل الخطر
هنالك عدة عوامل خطر معروفة لظهور هذا الالتهاب، من بينها:
وجود لولب رحمي (Intrauterine device – IUD)
خيط اللولب الموجود في قناة الولادة، أو في الفرج (Vulva) يُمكن أن يُستغل كموصل بواسطة مسببات التلوث، والذي تستطيع بواسطته التسلق إلى جوف الرحم.
عدم ممارسة الجنس الآمن
ينتج التهاب عنق الرحم الثانوي نتيجة العدوى بالكلاميديا، أو داء السيلان (Gonorrhea) بسبب عدم ممارسة الجنس الآمن.
تعدد الشركاء في العلاقات الجنسية
تُسبب ممارسة الجنس متعدد الشركاء زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، والتي تُعد السبب الأول للإصابة بالتهاب الرحم.
إجراء عملية جراحية في منطقة الحوض
بعض العمليات الجراحية تُسبب دخول البكتيريا إلى الرحم عن طريق عنق الرحم، ومن أبرز العمليات الجراحية:
العمليات التي تشمل الرحم.
خزعة الرحم، يتم من خلالها أخذ مسحة من الرحم وتحليلها.
تنظير الرحم، حيث يتم إدخال كاميرا صغيرة إلى الرحم للبحث عن أي تشوهات.
فترة الولادة
فترة الولادة هي الفترة الزمنية بين نزول السائل السلوي (Amniotic fluid) وبين الولادة، وكلما كانت هذه الفترة أطول ارتفع خطر التهاب الرحم، كما أن العملية القيصرية وفقر الدم (Anemia) هي عوامل خطر لتطور التهاب في بطانة الرحم، وأحيانًا قد يتطور التهاب في عضلة الرحم في فترة النفاس (Postpartum period).
بعد الولادة أو الإجهاض
هؤلاء المريضات معرضات للخطر بدرجة كبيرة لأن عنق الرحم عندهنّ يكون منفتحًا حتى المنتصف ولا يستطيع أن يُشكل حاجزًا وواقيًا.
وجود كمية كبيرة من الدم، ووجود تخثرات دموية، والأجهزة الطبية التي استعملت في عملية كشط الرحم تُشكل هي أيضًا عوامل خطر للإصابة بالتهاب عنق الرحم.
مرض التهاب الحوض
يُعد مرض التهاب الحوض من أبرز العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالتهاب الرحم، كما يجب معالجة المرض فورًا.
مضاعفات التهاب الرحم
من أبرز المضاعفات التي تحدث في حال عدم علاج التهاب بطانة الرحم هي كالآتي:
العقم خصوصًا في حال تطوّر المرض إلى التهاب الرحم المزمن.
التهاب الصفاق الحوضي، وهو مرض يُصيب الحوض بشكل عام.
تجمّع القيح في منطقة البطن، أو الحوض.
إنتان الدم الناتج عن وصول البكتيريا إلى الدم.
الصدمة الإنتانية (Septic shock) والتي تُسبب انخفاض ضغط الدم بشكل كبير.
تشخيص التهاب الرحم
يقوم الطبيب بتشخيص الإصابة بالاتهاب الرحم عن طريق الآتي:
- الفحص الجسماني
يقوم الطبيب بالنظر حول وجود طراوة في منطقة الرحم، وإفرازات مهبلية، كما يقوم بأخذ التاريخ المرضي من المريضة، وسؤال المريضة عن الأعراض التي تُواجهها. - الفحوصات المخبرية
يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات الآتية:
فحص الدم
يقوم الطبيب بطلب إجراء فحص الدم الشامل للكشف عن وجود جرثومة، أو التهاب في الدم.
فحص زراعة عنق الرحم (Cervical cultures)
يقوم الطبيب بأخذ خزعة من عنق الرحم لمعرفة سبب الالتهاب والتي غالبًا تكون بسبب الأمراض المنقولة جنسيًا.
تجميع إفرازات عنق الرحم (Wet amount)
يقوم الطبيب بتجميع إفرازات عنق الرحم والنظر إليها تحت المجهر لمعرفة مسبب الالتهاب.
تنظير البطن أو تنظير الرحم (Laparoscopy or hysteroscopy)
قد يلجأ الطبيب في النهاية لعملية التنظير للنظر إلى الرحم بشكل مباشر.
علاج التهاب الرحم
يتم علاج التهاب الرحم على النحو الآتي:
- استخدام المضادات الحيوية
المسببات المسؤولة عن ظهور التهاب بطانة الرحم هي بشكل عام جراثيم متعددة ومن أنواع ومجموعات مختلفة لذلك فإن العلاج يكون بواسطة المضادات الحيوية، وفي الحالات الشديدة يتم العلاج باستخدام المضادات الحيوية الوريدية في المستشفى. - إعادة الفحوصات من جديد
يقوم الطبيب بأخذ خزعة من الرحم وإجراء الفحوصات السابقة للتأكد من زوال التهاب بالكامل. - إزالة الخلايا الزائدة
يقوم الطبيب بإزالة الخلايا الزائدة الناتجة عن عملية الولادة، أو الإجهاض. - التخلص من القيح
إذا سبب الالتهاب تراكم الخراج قد يحتاج الطبيب لإزالته عن طريق عملية جراحية، أو شفط السائل بواسطة إبرة معينة.
في حال كانت المسبب أحد الأمراض المنقولة جنسيًا عندها يجب على الشريك العلاج أيضًا.
الوقاية من التهاب الرحم
يُمكن الوقاية من الإصابة بالتهاب الرحم عن طريق الآتي:
التأكد من أن الطبيب يستخدم أدوات معقمة جيدًا قبل إجراء العملية القيصرية، أو أي عملية لها علاقة بمنطقة الحوض.
أخذ جميع المضادات الحيوية التي قد يصرفها الطبيب قبل إجراء العملية الجراحية.
ممارسة الجنس الآمن عن طريق استخدام العازل الذكري.
إجراء الفحوصات الروتينية الدورية للكشف عن وجود أمراض منقولة جنسيًا.
استخدام العلاج الكامل في حال الإصابة بمرض منقول جنسي.